المتأمل للوضع الراهن فى مجتمعنا عامة ومجتمع الشباب خاصة يرى الأغلبية منه يلهث بل يهرول بارادته ناحية الشهوات ولذات الجسم ومتطلباته وللأسف الشديد نسى حاجة الروح وما تحتاجه من غذاء مثلها مثل الجسم سواء بسواء وغفلنا عن تحقيق الموازنة بين بين متطلبات الجسم ومتطلبات الروح فما هو غذاء الروح وماذا تطلب ( الروح تطلب ركعتين فى جوف الليل ، الروح تتشوق لتوبة مع الله ، الروح تطلب لسانا يحمد الله على نعمه ، الروح تطلب ..........، الروح تطلب .............) .
ياخادم الجسم كم تسعى لخدمته **** أتطلب الربح مما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها ***** فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
لماذا هذا الكلام ؟ ولماذا فكرة التوازن ؟
ذلك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( عبادة فى الهرج كهجرة إليه ) ، ويقل أيضا ( افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ) .
وما علاقة التوازن بنفحات الله ؟
أقول لنفسى أولا ولكم تباعا إن المجتمع نسى المهمة التى نصب من أجلها فلا تأخذنا الغفلة والإمعة وننجرف معه لنلقى نفس المصير والباحث الذى ينشد رحمة الله يجد أن الأيام مليئة بنفحات لله لا يعيها إلا ذو القلب الذكى الذى يريد لنفسة النجاة والفلاح فى الدارين معا .
ولكن ربما نجد البعض منا يقول الحال لا يؤهلنا للرجوع ولفتح صفحة جديدة مع الله :_ ليس لدى تعليق سوى هذه القصة التى نأخذ منها العبرة والعظة ألا وهى :-
هى قصة دينا العيار الذى م يتعظ يوما لنصائح أمه المتكررة ويضرب بكلا مها عرض الحائط وذات يوم مر بمقبرة كثيرة العظام وأخذ عظمة فتهشمت فى يده وصرخ فى نفسه على الفور قائلا :- كأنى بك قد صار عظمك هكذا وأن اليوم أقدم على المعاصي فندم وعزم التوبة وكان إذا جنه الليل أخذ فى البكاء ندما على ما مضى وتغيرت لهجة الأم من العظة إلى الرفق واللين فيرد عليها قائلا :- دعينى أتعب قليلا لعلى استريح طويلا يا أمي إن لى موقفا بين يدى رب جليل ولا أدري أيؤمر بى إلى ظل ظليل أم إلى شر مقيل ( النار )
وتجده الأم فى إحدى الليالي يقيم الليل وهو يقرأ ( فربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) والأم تنادى وهو لا يجيب النداء والأم تنادى وهو على هذا الحال فتصرخ وتقول:- قرت عينى أين الملتقى ؟
يا شباب أين الملتقى حين ينادى نداء الله أكبر ؟ ........
أين الملتقى حين ينادي نداء قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظو فروجهم ؟
يختم دينار المشهد وينادي على أمه ( إذا لم تجدينى يوم القيامة فاسألى عني مالكا خازن النار ) وشهق شهقة مات فيها !!!!।
آآآآآآآآه يا دينار تخاف النار على مثل حالتك محافظ على الصلاة ، مقيم الليل بين يدى الله ، قارئ للقرآن ، لم يزل لسانه رطبا بذكر الله
فكيف بنا نحن على مثل حالتنا وتفريط فى فرائض الله ونرد على نداء الله أكبر نقول مصاحبة البنات أكبر ونستهل قيام الليل فى مشاهدة العري والإباحية ، لم يفتر لساننا عن معاكسة البنات وهتك الأعراض
أم علمنا أننا مسئولون عن كل هذا
هذا هو الحال فكيف الخلاص ؟
أؤكد لنفسى وإياكم أنه مازال الباب مفتوحا لم يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها
إنه باب التوبة
ويقول النبي الكريم ( إن الله لا يمل حتى تملوا ) .
ولنتذكر إخواننا أن :- كل الناس يذنب وليس كل الناس يتوب
ثم دعونى أسأل سؤالا لماذا خلقت التوبة ؟ ألم تخلق للعاصين حتى يتوبوا فلا ندع الفرصة للشيطان أن يحول بيننا وبينها
يا من أساء فيما مضى ثم اعترف **** كن محسنا فيما بقى تجز الغرف
واسمع لقول الله فى تنزيله ****** إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف
أما والله لو عرف الأنام **** لما خلقوا لما غفلوا وناموا
ممات ثم قبر ثم حشر **** وتوبيخ أهوال عظام
ليوم الحشر قد خلقت رجال **** فصلوا من مخافته وصاموا